*لودريان .. أهلا بقدومك* *❗خاص❗* *❗️sadawilaya❗* *بقلم الكاتب حمزة العطار* يطل المبعوث الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريا

*لودريان .. أهلا بقدومك*

*❗خاص❗* *❗️sadawilaya❗*

*بقلم الكاتب حمزة العطار*

يطل المبعوث الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، مستجمعاً كل حواسه، مركزاً على الإصغاء الكثير، والكلام القليل بكل ما يتعلق بموضوع الانتخابات الرئاسية من قبل كل الأطياف التي سيجتمع بها، وهي تشمل الجميع دون استثناء، للوصول إلى خلاصة ما ستؤول إليه الأمور وهل باتت كرسي بعبدا قريبة أن تُملأ بغير فخامة الفراغ، أم أن فخامته سيمكث طويلاً، متربعاً عليها ؟

زيارة مقررة أن تستمر لمدة ثلاثة أيام تشمل كل المفارق السياسية اللبنانية دون استثناء، مع توقف طويل في حارة حريك، كذلك الأمر في ميرنا الشالوحي، وربما في معراب إن استدعت الحاجة لنقل بعض النصح السعودي، لما له من تأثير جديد قديم في ساحة الأرز، وما له من تأثير كبير أيضاً في أرجاء معراب وأخواتها .

الزيارة الكبيرة المعاني والأهداف، لن تكون كمثيلاتها من زيارات مبعوثين أوروبيين أو حتى عرب، خصوصاً في مرحلة تتبع زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى فرنسا، وتناول الشأن اللبناني، بحيّز كبير .

مراقبو الزيارة ومدلولاتها، وفي تقاطع مع معطيات رشحت عما جرى ويجري خارجياً تؤكد ثوابت لا يمكن لأحد أن يتخطاها أو يتجاهلها .
المرشح سليمان فرنجية، نال عدداً من الأصوات فاق توقعات الفريق الآخر، وهو لا يزال في جعبته أصوات أخرى في مرحلة الثورة على قرارات قياداتها، والسير بإسمه لاحقاً .

المرشح الآخر، لم يحرز ما كان متوقعاً له من أصوات، كانت ستفتح باب مقايضة جديدة بخروجه من السباق الرئاسي في مقابل خروج الوزير سليمان فرنجية من المعركة نفسها، وتعويم اسم ثالث ينسف الإسمين .

ظهور الانقسامات الحادة، في صفوف التيار الوطني الحر ، والتي هي مرشحة بقوة للتصاعد، وبالتالي ضعف التيار الوطني الحر، ومعه ضعف المرشح الحالي أو اللاحق المقابل منافساً للوزير سليمان فرنجية .

وكما هي الحال من إنقسامات داخل صفوف التيار الوطني الحر، بروز إنقسامات أخرى بدت وستبدو داخل الشارع المسيحي بشكل عام .

إجماع كامل من قبل مكون لبناني أساسي على ترشيح الوزير سليمان فرنجية، دون أي خرق ولو بصوت واحد وهو أمر يفقد ميثاقية انتخاب أي رئيس مرفوض من قبل طائفة لبنانية بكامل أصوات نوابها وهي الطائفة الشيعية التي صبت كامل أصواتها للوزير فرنجية .

تقاربات إقليمية ودولية، تصب في مصلحة ترشيح الوزير سليمان فرنجية، على حساب أي مرشح آخر .

تراجع أميركي، في مقابل تصاعد الدور الروسي الصيني وتأثيره الذي يتوسع في المنطقة على حساب الدور الأميركي، هذا التوسع، يزيد من ازديادٍ للدور الإيراني في المنطقة .

محاولة عودة فرنسا بقوة، لتكون الأم الراعية للشعب اللبناني، بشكل عام، المسيحي بشكل خاص .

عوامل كثيرة ومتعددة، جعلت زيارة السيد لودريان، تحمل الكثير من الأهمية، لفرنسا كي تستعيد دورها السابق في لبنان، بغطاء عربي، سعودي حالياً، وربما سوري في وقت قريب، والعمل على إعادة جمع الشمل المسيحي بشكل كبير، بعدما تقاذفته باقي الطوائف منذ مدة، واستحوذت كل طائفة على جزء من المسيحيين، تحكمهم ضمناً وتتحكم بهم .

من هنا تأتي زيارة المبعوث الفرنسي، ليُسمِعَ الجميع، من جهة، وليبدي تحذيرات ويرسم صورة عما يمكن أن يجري قريباً من جهة أخرى، في حال بدأ الكلام عن أعداد الطوائف في لبنان، وإقامة مؤتمر تأسيسي، تكون فرنسا راعية له، لكنها لن تستطيع أن تعيد للمسيحيين، كل مكتسباتهم وامتيازاتهم، نتيجة بروز محور عربي فارسي جديد، سيضغط بقوة لإكتساب امتيازات جديدة للمسلمين وفق أعدادهم .

في خلاصة الزيارة، وبتقييم سابق لحصولها، فإن هذه الزيارة ستنعكس إيجاباً على تحريك عجلة الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وفق سلة متكاملة، لن تستبعد حتى خليفة حاكم مصرف لبنان، المنتهية ولايته قريباً .

إضافة إلى لقاءات تحت المجهر وبشكل واضح، يعكس نتائج التقاربات الإقليمية الحاصلة في كافة المجالات، ولربما نرى سيد المجلس النيابي ومهندس السياسات اللبنانية، يمسك مفتاح مجلس النواب في يده، ملوحاً بفتح بابه قريباً إيذاناً بقرب إضاءة قصر بعبدا من جديد .
مجريات الأحداث اللاحقة، تبدأ بالجلاء والبروز، منذ يوم الجمعة القادم في ٢٣ حزيران مع اختتام زيارة المبعوث الفرنسي إلى لبنان .

*حمزة العطار*
المصدر : admin
المرسل : Sada Wilaya